10 أبريل التسويق الإلكتروني في العالم العربي – هدر أم استثمار!
يعتبر مصطلح “التحول الرقمي” هو أدق مصطلح يصف الحياة الاجتماعية بكل جوانبها في العالم الرقمي،
وهو يعني انتقال الأشخاص من التواصل المباشر إلى التواصل الافتراضي، ومن البيع في المحلات والأسواق
إلى عرض المنتجات في متاجر الكترونية على الويب وتوفير عمليات البيع والشراء والدفع عبر الإنترنت
وتأمين خدمات الشحن، وانتقال المؤسسات التعليمية من مراكز تعليمية فيزيائية إلى جلسات افتراضية
عبر منصات مثل “زووم” وغيرها، وكل التطبيقات والمواقع التي تساهم في التعليم الافتراضي عبر الإنترنت،
وكل حركة من هذه الحركات تسمى تحولاً رقمياً
ويعتبر التحول الرقمي الوجه الأحدث لتطور التكنولوجيا التي باتت تغطي كل جوانب الحياة وتسد كل احتياجات المجتمع،
وتضح صورته بشكل أكبر في الأرقام، عندما ندرك أن فيس بوك وحدها تخطت حاجز ال2.8 مليار مستخدم نشط،
أما انستغرام فتخطت 2.2 مليار مستخدم نشط، وسناب شات أتمت النصف مليار بتخطيها حاجز ال500 مليون مستخدم
كل هذه الأرقام تدفعنا كشركات ومستثمرين ورواد أعمال، إلى الاستثمار في هذه العالم الافتراضي، وبذل الجهود والنقود
في فهمه والاستثمار فيه لكن، هناك سؤال كبير يدور في الأوساط العربية، هل يمكن الاستثمار في هذا السوق في العالم العربي!،
وهل انتشرت ثقافة البيع والشراء عبر الإنترنت في مجتمعنا!، هل يمكن أن تؤثر تلك الإعلانات على إقناع المستخدمين
وخلق الرغبة لديهم في اقتناء منتجاتنا أو خدماتنا وبالتالي رفع أسهم علامتنا التجارية!، ماذا عن الحسابات الوهمية!،
وماذا عن الأنشطة التجارية الغير تقليدية والتي يصعب استهداف جمهورها
كل تلك الأسئلة ليست موانعاً للتسويق، بل هي العوامل التي يجب عليك فهمها قبل إطلاق حملتك التسويقية
فقرات المقالة
أهمية التسويق في العالم العربي، ومتى نعتبره استثماراً!
تندفع الشركات اليوم إلى الاستثمار من خلال التسويق بشكل كبير وضخ الإعلانات في العالم العربي،
خصوصاً مع بدء انتشار ثقافة التجارة الإلكترونية، فهي المستفيدة الأولى من ذلك، ففي عملية استثمارها
في ضخ الإعلانات، تُسابق الكثير من المنافسين الذين هم بعيدون عن هذا السوق، فهي تلعب في المحيط الأزرق،
في مكانٍ يتواجد فيه الجمهور ويقل فيه المنافسون، فهي المستفيدة الأولى من ذلك ولها الحصة الأكبر من العائد
على الاستثمار لكن الأمر قد يتحول من الاستثمار إلى الهدر، في حال تعاملها مع المبتدئين في التسويق الإلكتروني،
إذ يقتضي اقتناص فرصة قلة المنافسين وضخامة الجمهور إلى فهم الجمهور فهماً عميقاً من خلال معرفة اهتماماته
وسلوكياته وبياناته الديموغرافية، لتحديده من بين كل المستخدمين الذين لا يهتمون بما تقدمه علاماتنا التجارية
من خدمات ومنتجات وهنا يأتي دور السلوكيات، فالمستخدمون الذي يتخذون إجراءات معينة على
منصات التواصل الاجتماعي ربما هم ليسوا جمهورك المستهدف رغم اهتمامهم بما تقدمه، فعلى سبيل المثال:
عندما ترغب في التسويق لتطبيق تعليمي، عليك اختيار الأشخاص المنفتحون
أكثر على التكنولوجيا والتطور الرقمي من الأشخاص المهتمين بما تقدمه، ولا يكفي أن تكون لهم الرغبة في التعلم، ويمكنك
استهداف أولئك الأشخاص من خلال فهم سلوكياتهم بعد تحديد اهتماماتهم، وإلا فسيكون تسويقك هدراً وليس استثماراً
إلى أين يصل عمق الاستهداف في العالم الرقمي:
يمكنك من خلال التسويق الرقمي الوصول إلى عملائك المحتملين بدقة كبيرة وذلك بعد فهمك لمنصات
التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، والتعامل معها كأدوات تسويقية للوصول إلى العملاء
فالجمهور يتوزع على منصات التواصل الاجتماعي حسب الاهتمامات والمناطق الجغرافية وحسب الأعمار أيضاً،
وعليك هنا اختيار المنصة الصحيحة لتستهدف عبرها جمهورك المناسب وتبدأ بتخصيص عمره بشكل أدق
وتحديد جنسه وأماكن تواجده واهتماماته وسلوكياته وغيرها من الخصائص التي يمكنك وضعها لاستهداف الجمهور
أما عن محركات البحث فيمكنك تحديد مجموعة من الكلمات التي إن وضعها المستخدم في محرك البحث مثل غوغل ويوتيوب،
يظهر له إعلانك على الفور، ويمكنك أيضاً تحديد العديد من المزايا والخصائص التي تساعدك على تحديد الجمهور بشكل دقيق واستهدافه في الوقت الصحيح
على سبيل المثال: يمكنك استهداف شخص متزوج حديثاً بعروض ترويجية لأثاث منزل بيوت أو استئجار منزل
كما يلعب المحتوى دوراً مهماً في جذب العميل وإقناعه في الخدمة أو المنتج الذي تقدمه،
ولا يمكن إغفال أهمية المحتوى خصوصاً وأنه يرفع من معدلات التحويل (معدل تحويل الزوار إلى عملاء)
لكن على الجانب الآخر، يعتبر اختيارك الخاطئ للجمهور هدراً للأموال وضياعاً للوقت والجهد، بدون الحصول على نتائج
وتذكر دائماً … يمكنك أن تتعلم التسويق في يوم، لكنك ستقضي حياتك كلها كي تتقنه